الخميس، 13 أغسطس 2015

مبارك العقيلي شعر الجزالة والحكمة والحب

أساطين الشعر

برع في الفصيح والعامي وطرق أبواب الأدب

مبارك العقيلي شعر الجزالة والحكمة والحب


علي المسعودي

لك الفضل يا من بالمحب تلطفا
وبالوصل بعد الفصل فضلاً تعطفا
لقد صح عندي أن شيمتك الوفا
فعاملتني باللطف والعطف والصفا
وأنقذتني من سوء ما لا أطيقه
أرحت فؤاد الصب مما له عرى
وأرشدته لما غدا متحيرا
فلا زلت في كل الأمور مظفرا
سلام على علياك ما قلم جرى
وما الصديق كان عوناً صديقه

هذه الابيات الجميلة عي للشاعرالكبير مبارك بن حمد آل مانع، ابن عقيل من بني خالد. شاعر علم من شعراء الإمارات، من فحول عصره، وهبه الله قدرة فائقة حيث جمع بين الإبداع في فني الشعر الفصيح والعامي، وكانت له القدرة على طرق جميع أغراض الشعر من مديح وهجاء وغزل وإخوانيات. ولد بالأحساء، ولم يحدد الرواة تاريخا لولادته بالضبط الا انه هاجر في صغره من الاحساء إلى دبي فاستقر وعاش فيها.. كل حياته حتى توفي فيها رحمه الله.
من دبي انطلقت شهرته كشاعر غزلي متميز. عنون  لديوانه الفصيح بـ (كفاية المرام لأهل الغرام)، ولديوانه العامي بـ (كفاية الغريم عن المدامة والنديم). 

انطلقت شهرته كشاعر غزلي متميز عرفه الناس ورددوا قصائده في كتابه"تراثنا من الشعر الشعبي" الجزء الاول..
من روائع العقيلي هذه الابيات من قصيده له يمتدح فيها قبيلته ويفتخر بنسبها ويقول:-


عقيلية بإيمانهم حازوا الثنا وحاموا عليها بماضيات الضرايب 
لهم في ربيعه ذروة المجد والثنا مقاديم دولاتٍ تلين الصلايب
بني عمنا ترثة عقيل بن عامر
غيوثٍ تهامل وبلها بالجدايب
فهل ماسمعت أخبارهم في مثارهم على كل عات داس درب السبايب
توطنه غارات بها كل مفلح
يسوم نفس الموت سوم الجلايب
لهم عادة بالفتك في كل معترك
بمن خان عهده وأستحق العتايب
هم الناس دون الناس ماضيهم جارهم ترى الكل منهم له عن الضيم ثايب

وله أبيات في الحكمه من قصيدة يقول فيها:

ياصاح مابلهون تشرى المعالي
ولا بالهوى تقضي الكسالى همومها
عدا اللوم من لا لان في كل شده
ولا رد عن من مجراه شروى رخومها
ولازال في عز عزيز وفي ذرى من السوء مابانت بليل نجومها


أما الغزل فله هذه الأبيات يقول فيها:

عن أحباب قلبي يانسيم الصبى سالي ورد النبا عنهم فلي مدمع سالي 
أراهم جفوني واقطعوا لي مودتي سلوني وأنا عن غيرهم ياسعد سالي
تغير صفاهم والمحبة تبدلت ورخص الذي يوم اللقا عندهم غالي 
محب لهم يبكي على فقد شوفهم بنار الجفا قلبه على فقدهم غالي 
رأوني بعيد الدار شطت بي النوى غريم ومني حيهم ياسعد خالي 
وأنا لست أرضى مذهب غير مذهبي ولو كنت من هجرانهم ياسعد خالي 


وقد تعمد الشاعر تكرار القافيه في كل بيتين ولكن بمعنى مختلف كنوع من التلوين بأسلوبه بنظم القصيده.

الأربعاء، 12 أغسطس 2015

أمان الشاعر الذي غلب لقبه اسمه..

أساطين الشعر

أخلص للغزل وتميز بالعرضات.. ولم يصدر له ديوان
أمان الشاعر الذي غلب لقبه اسمه..



علي المسعودي






غلب لقبه اسمه، فعرف باسم (أمان الشاعر) أما اسمه الحقيقي فهو أمان بن سعيد آل حسين المناعي


ولد  في الوكرة عام 1922 تقريبا وعاش فيها طوال عمره ، عمل في البحر بين تباب وغيص  ورضيف وذلك في فترة مبكرة من عمره، حيث ركب البحر في سفينة محمد بن حسن المناعي وهو من مشاهير تجار الؤلؤ في مدينة الوكرة، ولاشك أن أجواء البحر والغياب الطويل تشعل جذوة الموهبة الشعرية، وتعطي دافعا لإنشاد الشعر، حيث تفتحت موهبة المناعي شيئا فشيئا وبدأ يعلن قصائده وهو في سن الثانية عشر، ولأنه الوحيد في العائلة أصبحوا ينادونه باسم (الشاعر) حتى صار هو السام الغالب عليه والمعروف به في المجتمع القطري والخليجي، واستمر في عمله في البحر مايقارب السبعة عشر عاما،  حتى  بدأت تظهر الثروة النفطية ومع غروب شمس اللؤلؤ بظهور اللؤلؤ الصناعي الياباني انتقل للعمل في البترول في منطقة دخان وكان عمره آنذاك 27 عاما ثم بعد مضي 5 سنوات عمل سائقا للسيارات الثقيلة. واستمر عمله في الشركة حوالي 22 سنة. وتذكر جريدة الوطن القطرية في عددها6321 الصادر بتاريخ  23 ديسمبر 2012
أنه التحق بشركة النفط بدخان بوظيفة «عامل»، وعمل ـ بعد ذلك ـ مساعدا لمقاول الحجاج السيد راشد بن عيسى النعيمي لمدة 8 سنوات.
 ثم انتقل بعد ذلك إلى العمل في بلدية الوكرة من خلال الاشراف على البناء وذلك عام 1980 بغية ان يكون عمله قريبا من سكنه..
ورغم مشقة العمل الا أنه لم يترك هوايته الأثيرة وهي القنص، فقد كان محبا للطير والمقناص وللصحبة الطيبة من أصدقائه في ذلك الجيل النقي، وهذه الهواية أيضا كانت رديفا مهما لتزويده بالطاقة الشعرية اللازمة وتوسيع أفقه في قول الشعر خلال ليالي القنص الجميلة ونهاراته المشرقة.. ويقول ولده الأكبر خليفه بن أمان في لقاء أجرته معه مجلة الريان العدد 18 اغسطس 2009  أن والده ترك ثروة شعرية منها شريطين بصوته سجل بهما به قصائده.. ورغم ذلك فلم يصدر له حتى الآن ديوان يضم اشعاره.
ويذكر كتاب صادر عن  المجلس الوطني للثقافة  والفنون والاداب 2003  بعنوان: بدائع الشعر الشعبي القطري لعلي عبدالله الفياض وعلي شبيب المناعي أن أمان الشاعر خالط العديد من الشعراء في الوكرة وشعراء قطر المعروفين ومنهم على سبيل المثال: سعيد بن محرول، وسعيد البديد، وعبدالله بن سعد الشاعر، وغيرهم.. وله عدد من المساجلات مع بعض الشعراء

وبالإضافة إلى شهرته بالغزل لإغنه اشتهر بالشيلات وبالعرضة،
وخاصة اثناء زيارات ضيوف الدولة الكبار، مثل زيارة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود لقطرفي ذلك الزمن.
ومابين الشعر والعمل انشغل عن الزواج حتى شارف عمره الأربعين عاما فتزوج مرتين وأنجب من الأبناء ثلاثة هم: خليفة، سعيد، ومحمد



وقد توفي رحمه الله في مدينة الوكرة عن عمر 95 عاما وكان ذلك توفي اخر يوم من شهر مايو 2008




من شيلات "أمان الشاعر" هذه  قالها امام بااب قلعة الوكرة وتؤدى الى اليوم  في مختلف العرضات:
قال المثايل فهيم
جاله عليعا دليل
مزن تقصف رعوده
يمطر بدرج ثقيل
دار لاهلها عوايد
يروون حد الصقيل
بمصقلات الهنادي
يشفون كبد العليل
يردون حوض المنايا
لعيون ضافي الجديل
نمشي على من عادانا
والله معانا كفيل






وله قصيدة طويلة وجميلة حملت عنوان "وآهني الدالهينا" يقول في أبياتها:

كتبنا في الهوى لو ماقرينا
على ملحوظكم يالطيبينا
دعانا حبكم بالغيب نكتب
وعنانا وعنكم ماسلينا
جفيتونا وحنا في رضاكم
كما فرض الصلاة اللي علينا
لحيث ان الهوى والحب يحكم
على اللي قبلنا واحنا علينا
خضعنا له وفي ماراد نمشي
ووقعنا صحيحٍ باليدينا
وعاهدنا وصححنا وقلنا
شقاءٍ لعنةٍ للكاذبينا
على حبيبٍ مارجانا الا جنابه
عديم الجنس مثله مالقينا
طواريه تجيني كل ساعه
تراوى لي ولا اشوفه بعينا
تدانت صحتي باسباب وجدي
وسم الحال هجره والونينا
قطع فينا وانا اللي عنه ما ادري
جفا ولا يبي يلعب علينا
محنا وامتحنا به ونحنا
وقلدنا على الورق ولعينا
سقى الله ليلةٍ فيها سهرنا
معاهم يوم حن مستبشرينا
بحالات الفرح والكل منا
بحمد من الالهي طيبينا
حلفت أن الهوى مافيه راحه
لكنه سنةٍ للعاشقينا
ختمت ألف الصلاة على محمد
نبي الله امام الراشدينا